القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
اللؤلؤ المكين من فتاوى الشيخ ابن جبرين
304962 مشاهدة
أسئلة الزكاة والصدقة

السؤال: س183
اتصل بي أحد الأصدقاء من خارج المملكة وقال: إنني مريض، وأحتاج إلى بعض المال لإجراء عملية في القلب لعلاج الصمام، وقد تم أن جمع له مبلغ من المال، وبعد ذلك اتضح هذا الشخص أنه كذاب ، والمال موجود لدي، فهل يجوز لي أن أعطيه إلى محتاجين من أقاربي خارج المملكة وفيهم من هو مريض، وفيهم من يعول أسرة كبيرة ؟
الجواب:-
هذا المال الذي جمعته من المحسنين قصدوا به وجه الله والدار الآخرة، ولا يجوز رده عليهم؛ لأنهم أخرجوه صدقة، فيحرم عليهم الرجوع فيه، لكن عليك أن تصرفه في المساكين والمرضى والمنكوبين وذوى الحاجة من المسلمين من قريب أو بعيد.